أشجار المانجروف

تسمى أشجار المانجروف بعدة أسماء منها القرم ، الشورة ، القندل ، الجار وتعتبر ضمن مجموعة النباتات الملحيه الفريده والنموذجيه حيث تمثل نمطًا خاصًا من الأشجار وهي دائمة الخضرة تنمو في المناطق الاستوائيه وشبه الاستوائية وبين منطقتي المد والجزر و في نظم مائية مالحة أو قليلة الملوحة .
وبسبب نمو أشجار المانجروف في المناطق الضحله التي تشبه المستنقعات حيث تكون التربه رديئه التهويه ومشبعه بالماء وغنيه بالبقايا التحلله يرتفع نسبة ثاني اكسيد الكربون الناشئ عن تحلل المواد العضويه ولاتجد جذور هذا النبات كفايتها من الاكسيجين اللازم لتنفسها فتنمو من الاجزاء السفلى للنبات ( وهي السوق الريزوميه التي توجد تحت سطح الارض والمغموره بالماء) جذور عرضيه تنفسيه تتجه الى أعلا ضد الجاذبيه الارضيه بدلا من اتجاهها الى أسفل وتظهر فوق سطح الارض كسيقان ناميه حيث يبلغ طولها بضع سنتيميترات حتى نصف متر و في مساحه كبيره حول النبات وتحتوي أنسجتها على فراغات واسعه كما تنتشر على سطحها عديسات كثيره عباره عن فتحات تنفسيه تشبه العدسات تعمل على تبادل الغازات وتوصل الهواء الجوي بالفراغات الهوائيه التي تتخلل انسجة الجدر الداخليه فعندما يحدث الجزر (ينخفض مستوى ماء البحر) تنكشف هذه الجذور وتتعرض للجو ويمر الهواء من الفتحات الهوائيه ويحمل الى الهواء الجوي مباشرة . تعيش هذه الاشجار في الجزء الامامي من سواحل البحار والمحيطات ومصبات الانهار الواقعه في المنطقه الاستوائية والمدارية ما بين مداري السرطان والجدي حيث درجات الحراره المرتفعه . تربة هذا الجزء من السواحل الذي تنمو عليه اشجار المانجروف مستوية مغطاة بالمياه أما بصفه مستديمة او في أوقات المد العاليه .
تعتبر الخلجان والمراسي ودلتا الانهار و الجزر القريبه او المتاخمة للسواحل المكان البيئي المناسب لنمو وتكاثر أشجار المانجروف حيث التربة غنية بالمواد العضوية وبقايا النباتات المتحللة ولها رائحة كريهة يصعب على الإنسان السير فوقها نظرا للزوجتها .
تتضمن اشجار المانجروف حوالي ١٦ جنسا و ٥٥ نوعا تنتمي الى فصائل نباتيه متنوعه ١١ فصيله ) وكثيرًا ما تتشابه في صفاتها الفيسيولوجيه و الاحتياجات البيئيه وتختلف اشكالها تبعًا لدرجات الحراره ونسبة الرطوبه ونوع التربه ودرجة الملوحه التي توجد فيها .


توزيع أشجار المانجروف :
تنتشر أشجار المانجروف في ١١٢ دوله في مختلف أنحاء العالم حيث تصل المساحة
الإجمالية التي تغطيها الى ١٨١ الف كيلو متر مربع تنمو ٤٢,٦ % منها في جنوب شرق آسيا و ٢٧ % منها في الامريكيتين في حين ينمو ١٦ % منها في غرب افريقيا و ١٠ % في استراليا بالاضافه الى ٦% في شرق افريقيا و الشرق الاوسط .
اشجار المانجروف في المملكة العربية السعوديه :
موقع المملكه العربيه السعوديه واحاطتها بشواطئ البحر الاحمر والخليج العربي يساعد
على وجود وتكاثر وانتشار اشجار المانجروف . حيث توجد حوالي ٢٠٤ كم ٢ مزروعه
بالمانجروف في المملكه معظمها على سواحل البحر الاحمر بينما توجد على الخليج العربي في الشواطئ المتاخمه لجزيرة تاروت وأبوعلي بالمنطقه الشرقيه وبدأت تنقرض . ويوجد نوعان من أنواع أشجار المانجروف في المملكه هي( أفيسينيا مارينا( الواسعة الانتشار ) و ريزوفور ماكروناتا( والتي يقتصر وجودها في بعض الاماكن مثل موقع القندل بجزيرة فرسان) .

طرق زراعة أشجار المانجروف :
تحمل اشجار المانجروف ازهار صغيره وصفراء ابتداء من سبتمبر وحتى اكتوبر ، ويكون موسم جمع البذور في منتصف سبتمبر حيث في اغسطس يكون حجم البذره مازال صغيرا ، وفي اكتوبر يتناقص عدد البذور على الاشجار يوما بعد يوم . و يمكن استخدام طريقتين
لزراعة بادرات المانجروف هما :
١. زراعه مباشره في التربة : عند جمع بادرات المانجروف يجب أولا فحصها و التأكد من خلوها من الحشره الثاقبه أو اية أضرار أو إصابات أخرى ، فتعزل البادرات المصابه و المتضرره ويحتفظ بالسليمه كامله النمو فقط . وتعتبر المناطق المد جزريه
( الواقعه بين المد والجزر) والتي تتكون الطبقه السفليه المكونه لها من الطين والصلصال الناعم والتي تغمر يوميا وبشكل منتظم بالمياه ، تعتبر ملائمه لزراعة المانجروف بطريقة الغرس المباشر .ويراعى في الاختيار أن منطقة المد والجزر واسعه.

٢. الزراعه في المشاتل : أن نظام الحاضنات يعد ذا نفع كبير إذا ما واجهتنا مشكله في ندرة أنواع المانجروف ولها أيضا فوائد كثيره مثل أن الانواع المتقاه تتوافر بكميات كبيره ، ويمكن إنشاء مشتل المانجروف في المناطق المرتفعه عن نطاق منطقة المد والجزر حيث بالامكان زراعة البادرات في اكياس بولي ايثلين وتترك هذه البادرات لمدة تتراوح بين ٦ اشهر الى سنه ليتم نموها ومن ثم تنقل بواسطة السيارات او الزوارق الى الى مكان يراد زراعته بها .

العناية بالنباتات بعد الزراعه :
متى تم نجاح عملية الزراعه فان العنايه بها تتقلص الى الصفر ، وتقتصر فقط على حمايتها من قطعان الماشيه . والفحص الدوري يساعد على اكتشاف ما إذا كانت هناك حاجه لاستبدال اى نبات إلا ان ذلك نادر الحدوث ولايوجد اى مبرر لاستخدام مبيدات الحشرات والاعشاب والطحالب والاسمده فهي تنمو بشكل طبيعي ودون اى تدخل بشري

اهمية اشجار المانجروف(الشورة) في المحافظه على التنوع الاحيائي :
ان بيئات اشجار المانجروف تتميز بتنوعها الكبير ، فهي تكون نظاما بيئيا غنيا ذا انتاجيه عاليه من حيث كونها :
١. ملجأ للعديد من الكائنات الحيه للاسماك والجمبري والقشريات الهامه اقتصاديا .
٢. مواقع لصغار العديد من الكائنات البحريه حيث تجد فيها الغذاء والحمايه.
٣. وتتميز بقدرتها على ازالة التلوث من المياه.
٤. وتقوم على حماية الاراضي الساحليه من عمليات التآكل.
٥. كما تساعد على انشاء او زيادة رقعة اليابسه بتكوينها للاراضي ودفع المياه البحريه للخلف .
٦. كما تستغل حاليا في الرعي وكمصدر للوقود وفي الصبغيات.

العوامل المؤثره على أشجار المانجروف :
• تتعرض بيئة أشجار المانجروف الى العديد من المخاطر التي تهدد وجودها في مختلف أنحاء العالم مثل ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب زيادة حرارة الارض
• تعرض اشجار المانجروف الى الازالة والتدمير والتدهور المستمر نتيجة للتمدد الحضري والتوسع العمراني وتحويل مناطق من السواحل البحريه الى مرافىء للسفن وشواطىء سواءً في المملكة او الدول الاخرى.
• تأثير مخلفات الردم والمجاري على بيئة اشجار المانجروف وخاصة عملية المد والجزر على التكاثر والنمو .
• الاستغلال الجائر لاشجار المانجروف في عملية الرعي .
• تعرض اشجار المانجروف الى مشاكل التلوث النفطي.

المميزات الخاصه بأشجار المانجروف :
١. وجود الجذور التنفسيه ، وبسبب نمو أشجار المانجروف في المناطق الضحله التي تشبه المستنقعات حيث تكون التربه رديئه التهويه ومشبعه بالماء وغنيه بالبقايا التحلله يرتفع نسبة ثاني اكسيد الكربون الناشئ عن تحلل المواد العضويه ولاتجد جذور هذا النبات كفايتها من الاكسيجين اللازم لتنفسها فتنمو من الاجزاء السفلى للنبات ( وهي السوق الريزوميه التي توجد تحت سطح الارض والمغموره بالماء) جذور عرضيه تنفسيه
تتجه الى أعلا ضد الجاذبيه الارضيه بدلا من اتجاهها الى أسفل وتظهر فوق سطح
الارض كسيقان ناميه حيث يبلغ طولها بضع سنتيميترات حتى نصف متر و في مساحه
كبيره حول النبات وتحتوي أنسجتها على فراغات واسعه كما تنتشر على سطحها
عديسات كثيره عباره عنفتحات تنفسيه تشبه العدسات تعمل على تبادل الغازات وتوصل
الهواء الجوي بالفراغات الهوائيه التي تتخلل انسجة الجدر الداخليه فعندما يحدث الجزر
( ينخفض مستوى ماء البحر) تنكشف هذه الجذور وتتعرض للجو ويمر الهواء من
الفتحات الهوائيه ويحمل الى الهواء الجوي مباشرةً
٢. إنبات بذورها قبل سقوطها على الارض ، حيث بعد حدوث تلقيح الزهره وتكوبن البذره يحدث انبات هذه البذور وهي على النبات قبل أن تسقط على الارض وهذه الظاهره الشاذه لنمو البذور وهي على أبويها يعطيها ميزه نمو الجذور قبل سقوطها مباشرة على البيئه المائيه الراكده التي ينمو فيها هذا النبات .
٣. وجود الغدد الملحيه على سطح الورقه ، حيث توجد على بشرة أوراق أشجارالمانجروف غدد ملحيه ، كل غده مكونه من أكثر من خليه ، وهذه الغدد تعمل كمضخات تدفع بالاملاح الزائده الى خارج جسم النبات وتعمل على حفظ توازن الاملاح
داخل جسم النبات و قد وجد العلماء أن عدد الغدد الملحيه على السطح العلوي للورقه
. يصل الى ٢١٠٠ غدة/سم ٢
٤. الضغط الاسموزي المرتفع للعصير الخلوي ، وجد أن قيمة الضغط الاسموزي للعصير الخلوي في النبات تختلف كثيرا من نبات لآخر ومن عضو الى آخر من أعضاء النبات الواحد وتتراوح هذه القيم في النباتات المعتاده بين بضع ضغوط جويه و ٤٨ ضغط جوي حسب نوع النبات والظروف المحيطه به . ويلاحظ أن الضغط الاسموزي للتربه العاديه بين ٣ ضغط جوي بعد تشبعها بماء الري ١٥ ضغط جوي عند جفافها بالحد الذي يؤدي الى ظهور ذبول دائم في النبات وفي حالة الاراضي الملحيه القريبه من الشاطئ فان الضغط الاسموزي الناتج عن تواجد الاملاح يزيد عن هذا الحد الاعلى .

فوائد أشجار المانجروف :

١. فوائد اقتصاديه :
ان اشجار المانجروف تقدم اعظم فائده لمنطقة الساحل فهي تعتبر غذاء لقطعان الماشيه المنتشره في المنطقه نظرًا لارتفاع نسبة البروتين في الاوراق وكذلك يستخدم مستخلص الاوراق لعلاج أمراض اللثه والكبد ، وبيئة المانجروف صالحه للاسماك والقشريات والمأوى والحمايه لكثير من الاحياء .

٢. فوائد بيئيه .
بيئة المانجروف بيئه غنيه بالحيوانات البحريه فهي مأوى لكثير من الحيوانات البريه
والطيور وهي تحد من انجراف التربه وتكوين الكثبان الرمليه .

٣. فوائد جماليه وترفيهيه .
بخلاف الاعشاب البحريه التي تعيش في الاعماق او تطفوا على السطح فان اشجار
المانجروف هي النباتات الخضراء الوحيده القادره على النمو وبطول كبير وبكثافه وجذورها تحت الماء المالح ، وفي اغلب الاحيان خاصة في شواطئ المناطق الجافه و القاحله فان اشجار المانجروف هي الغطاء الاخضر الوحيد و تضفي جمالا على الساحل وتوفر امكانيات واسعه لمحبي الطبيعه .

٤. المكونات الكيميائيه لأشجار المانجروف .
المكونات الكيميائيه لأشجار المانجروف : بالنسبة للاوراق بها ماء ٣٧ % وبروتينات ١٠,٥ وفوسفور ١,٤ % وبوتاسيوم ١,١ % وحديد ومنجنيز وزنك ونحاس بنسبة ٤٥٠ و ٥٤ و ٢٢ و ١٣ جزءًا في المليون و مركبات القلويدات والستيرولات و الكومارين ، أما بالنسبه للساق والثمار والجذور التنفسيه فيمكن استحصال مركبات القلويدات والستيرولات و الكومارين و الكاروتين من الساق بنسب متقاربه من الاوراق وقشرة الساق بالاضافه الى تواجد الاصباغ والاصماغ وحمض البيتوليك .
وفي النهايه يجب أن نذكر بإجراء المزيد من الدراسات العلمية على أشجار المانجروف
تحت ظروفها البيئيه في أماكن تواجدها في المملكة العربية السعودية . بالاضافه الى تطوير استراتيجيه وطنيه شامله لتوفير اطار إداري لحماية أشجار المانجروف من الانقراض نتيجة لتعرضها للضغوط المتزايده الناجمه عن الانشطه البشريه المتناميه والخطر المتزايد من تلوث المناطق الساحليه وتدهور البيئات البحريه والساحليه وذلك من أجل زراعه مستدامه في المناطق الساحليه ذات الظروف البيئيه الصعبه والمالحه ، والحاجه كذلك الى حماية نظام بيئة اشجار المانجروف من خلال دراسة الوضع الحالي والمستقبلي لها وتطوير عمليات زراعتها .


صور لأشجار المانجروف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جميلة جدا جزاك الله خيرا