قصة أهل الكهف
2 مشترك
زراعة المنوفية :: الرئيسية :: اسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
قصة أهل الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله (صلي الله عليه وسلم) " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي " أهلاً وسهلاً بكم " وقصة اليوم هي قصة أهل الكهف وهذه القصة حدثت قبل بعثه النبي (صلي الله عليه وسلم) . وسبب نزول هذه القصة على النبي (صلي الله عليه وسلم) في القرآن أن اليهود كان مكتوب عندهم صفات الانبياء فذهب إليهم بعض العرب من غير المؤمنين بالنبي (صلي الله عليه وسلم) وسألوهم عن النبي (صلي الله عليه وسلم) فقال لهم اليهود أسألوه ثلاثة أسئله فإن أجاب عن اثنين ولم يجب على الثالث فهو نبي وإن أجاب عن الثلاثه فهو مدعي .
أسألوه عن ملك فتح الله عليه الدنيا وأسألوه عن فتيه (شباب) سخر لهم الدنيا وأسألوه عن الروح .
فذهبوا للنبي (صلي الله عليه وسلم) وسألوه فقال لهم النبي (صلي الله عليه وسلم) أجيبكم غداً ولم يقل ان شاء الله فأخر الله نزول الوحي على النبي (صلي الله عليه وسلم) خمسة عشر يوماً لحكمة عند الله . ثم نزلت على النبي سورة الكهف وبها إجابه عن أسئلة اليهود . فعن السؤال عن الملك الذي فتح الله عليه الدنيا .
قال تعالى " وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ " وعن سؤالهم عن الروح قال تعالى " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥﴾ " كما أجاب الله عن سؤالهم عن الشباب الذين سخر الله لهم الدنيا وهي قصتنا اليوم وهي قصة أهل الكهف .
وهم مجموعة من الشباب آمنوا بالله عز وجل . وقد قص الله قصتهم في القرآن إظهاراً لفضل هؤلاء الشباب الذين تركوا بيوتهم واعتزلوا الدنيا . وإن كان هذا الاعتزال ممنوع في الاسلام فلا يجوز في الاسلام اعتزال الدنيا وإنما يجب اعتزال أماكن المعصية .
وأصل القصة . أنه بعد بعثه سيدنا عيسى كان هناك ملك يعبده الناس وكانوا يعبدون الأصنام معه . وكانت كل البلد تعبد هذا الملك مع الأصنام ولكن كان من أهل هذه القرية سبعه من الشباب كانوا لا يعبدون الملك ولا الأصنام .
وفي يوم من الأيام حدث احتفال كبير يقوم الناس فيه بالسجود للملك والأصنام كما يقوموا بتقديم القرابين لهم .
ولكن هؤلاء الشباب لم يذهبوا لهذا الاحتفال . وذهبوا لقمة جبل ليشاهدوا ما يحدث عن بعد فقال أحدهم هؤلاء قومنا يعملوا أشياء لا تنبغي إلا لله .
قال تعالى "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾ " والرقيم قيل أنه اسم الكهف وقيل أنه اسم الكلب وقيل أنه اسم الحجر الذي كتبوا أسماءهم عليه عندما دخلوا الكهف .
"إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ " وسبب ذهابهم للكهف أن الملك علم بوجود مجموعة من الشباب فوق الجبل لا يعبدوه فأرسل إليهم وسألهم قال تعالى " وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ " ثم أشاروا إلى قومهم وقالوا "هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ " .
أي أنهم يطالبون من يعبد الأصنام من قومهم أن يأتوا بالدليل على أنهم الهه . قال تعالى " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا " فلم يعجب هذا الكلام الملك وأعطاهم مهله ثلاثه أيام إما أن يعودوا لعبادته أو يقتلهم والله عز وجل وضعهم في هذا الموقف كي يثبتوا فكما قال العلماء " من المحن تأتي المنح " .
وبعد تفكير طويل قرروا أن يتركوا البلد .
.
قرر هؤلاء الشباب أن يثبتوا على عبادة الله عز وجل
قال تعالى " نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ "
وهذه الآية من الآيات المتكررة في القرآن أن من يأخذ خطوه تجاه رضا رب العالمين فلن يتركه الله .
" من تقرب مني شبرا تفربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ومن آتاني يمشي أتيته هروله "
ومعنى " وَزِدْنَاهُمْ هُدًى " أن الله عرفهم على بعض حتى يثبتوا وهذه من أحلى النعم أن يرزقك الله صحبة صالحة تثبتك وتقربك من الله .
فاقترح أحدهم أن يتركوا البلد ويذهبوا لكهف . والكهف عباره عن فجوة في الجبل . قال تعالى
" وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴿١٦﴾ "
وهذا هو الذي رفع شأن أهل الكهف عند الله وهو حسن الظن بالله .
لذلك النبي (صلي الله عليه وسلم) يقول " ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابه "وكما قال (صلي الله عليه وسلم) " لا يموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " .
لذلك عندما صعدوا إلى الكهف حدثت المعجزة الكبيرة وهي أن الله غيّر شكل الكون كل يحافظ عليهم
فقد غيّر الله شكل طلوع الشس من أجل هؤلاء الشباب لذلك يكفي هذه الفائدة من قصة أهل الكهف .
وهي أن تثق في الله وألا تظن في أن الله سيخلف وعده معك " إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
قال تعالى وهو يصف حبه لهم لثقتهم به فلما أحبهم سخر لهم الدنيا قال تعالى " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)
" .والزور عكس الحق ومعنى وترى الشمس إذا طلعت تزاور
أي تطلع على خلاف ما تخرج عليه كل يوم قال تعالى " فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
" أي أن الله سد آذانهم . وكانت أعينهم مفتوحة لأن الانسان ينام عندما لا يسمع صوتاً فظلوا نائمين ثلاثمائة سنه في الكهف بحيث ينتفعوا بأشعة الشمس ولا يحدث لهم ضرر منها .
فالله سخر لهم الكون لأنهم آمنوا بالله ووثقوا به " فكن مع الله ترى الله معك " .
. ونستكمل قصة أهل الكهف .
فإذا كنت مقبل على الله فثق أن الله لن يضيعك لأن الله قهار أي يقهر لك هذه الدنيا فلا يكون في ملك الملك إلا ما يريد وإذا وافقت إرادتك إرادة الملك كان الله لك فوق ما تريد وذلك كما يقول ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين
" من كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد " أي أن الله يفعل لك فوق ما تتوقع
لذلك الانسان الذي يريد رضا الله عز وجل سيسخر الله له الدنيا .
بعض أهل القرية مروا عليهم في الكهف فاعتقدوا أنهم أيقاظ قال تعالى "وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ " لأن الانسان لو ظل نائماً لفترة طويلة دون أن يتحرك سيصاب بمرض اسمه " قرحة الفراش "
لذلك قال تعالى " وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ " "وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ " أي كلبهم جالس على باب الكهف " لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾" أي لو تظرت إليهم لأصابك الفزع من شدة الرعب .
ثم بعثهم الله عز وجل قال تعالى " وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ " وذلك لأنهم دخلوا الكهف بعد الفجر وعندما بعثهم الله بعد ثلاثمائة عام كان قبل غروب الشمس .
فلما تساءلوا بينهم قال واحد منهم لبثنا يوماً أو بعض يوم "قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ " أي بهذه العمله الورقيه وقد كانت مطبوع عليها صورة الملك دقيانوس الذي كان يعبده الناس "فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ فنزل أحدهم إلى المدينة كي يأتي بطعامٍ لهم وكانت معه العمله المرسوم عليها صورة الملك دقيانوس من 300 عام
فعندما أخرج الشاب هذه العمله لبائع الطعام اندهش لما رآه فذهب به إلى الملك وكانت المدينة في ذلك الوقت قد دخلت في دين الله وكانوا يتناقلون قصة هؤلاء الشباب الذين كانوا يعبدون الله وتحدوا الملك ثم اختفوا بعد ذلك .
فعندما ذهب بائع الطعام ومعه الشاب إلى الملك وجد الشاب أن الملك غير الملك الذي كان يعرفه . وعلم أن المدينه قد دخلت في دين الله فسأله عن قصته فأخبره بأنه صعد هو وأصحابه إلى الكهف منذ الصباح فقال له الملك بل صعدتم منذ ثلاثمائة عام ثم صعد الملك ومعه أهل المدينة مع الشاب إلى الكهف فوجدوا الشباب ماتوا جميعاً في وقت واحد حتى لا يفتتن الناس بهم ثم أصبحت قصة هؤلاء الشباب الذين تركوا الدنيا من أجل الله تتلى إلى يوم القيامة .
ثم أخبر الله أن أهل الكتاب اختلفوا في عددهم .
قال تعالى "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ " أي أن كل هذا الكلام ليس له أساس من الصحة ثم قال تعالى " وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ " ثم سكت الله عن هذا العدد .
لذلك يقول ابن عباس أنهم سبعه
" قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾ "
أي لا تتكلم مع أهل الكتاب في هذه المسألة وعند ذلك انتهت القصة ونخرج منها بفائدة وعظه وهي أنه لا ضياع للانسان إذا كان قريباً من الله وكل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة في القرب من الله فثق بالله وتأكد أن الله لا يضيع عبيده أبداً .
فإذا كان الله يرزق الكافرين الذين لا يعترفون بأن الله هو خالق السماوات والأرض فما بالكم بالموحدين العارفين بالله هو خالق السماوات والأرض فاثبت وثق بالله هذا القرب وهذه الثقة هي التي نستجلب بها العطاء والعون من رب العالمين . جزاكم الله خير كثيراً وصلى اللهم على سيدنا محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
drosamaali- عدد المساهمات : 498
تاريخ التسجيل : 20/04/2011
الموقع : https://minufiya-agri.yoo7.com/
drosamaali- عدد المساهمات : 498
تاريخ التسجيل : 20/04/2011
الموقع : https://minufiya-agri.yoo7.com/
دوبي- عدد المساهمات : 270
تاريخ التسجيل : 30/04/2011
العمر : 34
زراعة المنوفية :: الرئيسية :: اسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى