المحراث البلدى

- كان حَرْثُ الأرض (لاسْتِنبَاتِ البذر والغرْسِ وتنمِيَةِ الأراضي وتخصيبها) قائمًا على مِحْراثٍ ، يتكوَّنُ جميعُ أجزائِهِ من الخشَبِ القاسي (كالسِّندِيان وأمثالِه) ، باستِثناء سِكَّنتِهِ الوَحيدةِ من الحديد الفولاذِيِّ .. ويَجُرُّ هذا المِحْرَاثَ دَابَّتان غالبًا , وكان ذلك قبل سِتةِ عُقودٍ من الزَّمَن (ثمَّ عُوِّضَ عن أجزائها الأساسيَّة بقِطع ٍ من البَوَاري المعدنيَّةِ بعد انتشار الجَرَّارَاتِ الزِّرَاعيَّة في السُّهُول والأماكن السَّهْلة في المُرْتفعَات الجبليَّة ، منذ منتصَف خمسينيَّات القرن العشرين)، وسيُشَارُ إلى مُسَمَّيَاتِ أجزاء المحراث مع صُوَرهَا قريبًا .

- كانتْ الطمُوحاتُ المعيشية لِلمالكين معقودةً باستثمار الأرض في أصناف من الحبوب والخضار .. وفي خيراتِ شَتى أنواع الأشجار المثمرة .. (الآمال التي لا تتحقـَّقُ إلاَّ بهذا المحراث ، وما يتبعها من الخدمات الزراعية الأخرى .. من السَّماد الطبيعيِّ " لا الكيماوي" والتشْذِيب أو الكساحة ..). إذ كانت المساعي اليومية إلى العمل في الحقول .. منذ بزوغ الفجر وإلى أعلى ارتفاع لِلضُحَى و.. بترَقـُّبَاتٍ عميقةٍ منعِشَةٍ لأنواع من المحاصيل .. التي تؤَمِّنُ جُمْلة من المُخطـَّطاتِ المستقبلية في الادِّخار الكفيل ، لِمُسْتلزَمَات النفس والأهلِ/ زوجة ووَلـَدًا/ بفضائل الولادَاتِ الخدَمِيَّةِ لآلـَةِ المِحرَاث !. ومَا أحَيْلىَ هَاكُمُ الآمال !!..

نظرة التقدير والصِّيَانة للمحراث ، كلما أدَّى الفلا َّحُ بهِ (مَدْعُومًا بدَابَّتِهِ ، وتحت قِيَادَتِهِ في الهَندَسَةِ الزِّرَاعِيَّة ..) مُسْتلزَماتِ الاستثمار .. التي يَتضَافرُ على أهدافها السَّارَّة .. جميعُ أفراد الأسرة الواحدة .

0 نعَمْ !!.. حَلَّ الجَرَّارُ الآلِيُّ مُشكلةَ حَرْثِ الأرض بأعمَقَ من قدُرَاتِ المحراث القديم .. استخرَاجًا لِمَزيدٍ من عناصر الإستثمار في مَخزُون الأرض ، ولكنْ هل استطاع أنْ يَحِلَّ مَحَلَّ المحراث في المرتفعات الجبلية ومنحدَرَاتها ؟؟!!!... فلِسَان حال فلاَّح الجبال ينادي سَاخِرًا : شَرِّفْ أيُّهَا الجَرَّارُ القويُّ ، وَانتَصِبْ سُلطاناً تحَرِّرُ الأرضَ من سُلطةِ المِحْراث القديم على الجبال والآكام !.

هنا يُعلِنُ الجرَّار إفلاسَهُ أمام كِبْرياء المحراث ، معترفاً بأنهُ رئيسُ وُزَرَائِهِ .. الخادمُ الأمينُ في استغلال الميدان السَّهليِّ الرَّخْو الهزيل .. دَعْمًا لِلمَلِكِ الأعظم .. سُلطان الجبال الرَّاسخة .. التي لولاها ؛ لـَمَا استمرَّتْ حياةُ السُّهُول (كمُجَمَّع لأَهْدَافِ الجبال الرَّاسِياتِ) ..

وعندئذٍ ؛ ينتشِي الفلاَّحُ مغتبطـًا .. فيضطجع ليلته مُطمئنَّ القلب هادئ البال بانتصار سِيَادَةِ محراثه .. مُديرًا لِعناصر حاشيته . فيستغرق في سُباتٍ تاريخيٍّ عميق ملِيءٍ بعَبَق ذكريات الحياةِ !!..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]